في توفير نفقات شراء الغسالات عليكم: إليكم كيف تقوم بذلك Laundryheap ترغب 

ولا تمتلك شركة التكنولوجيا هذه أي منشآت للخدمة ولكن لديها وجود في عشر دول. ولقد قامت بتوظيف 150 شخصا كأطقم عمل لديها، لكن لا أحد منهم يقوم في الواقع بتأدية الخدمة التي تقوم الشركة ببيعها. إذن ما هو وجه المنافسة الرئيسي لها؟ إنها الغسالة التي في منزلك.

إن العلامة التجارية المعنية والتي نحن بصدد الحديث عنها هي لوندري هيب، وهي مشروع في مرحلة النمو كان قد تم تأسيسه في المملكة المتحدة ويقوم بتقديم خدمات التنظيف الجاف وغسيل الثياب والملابس عند الطلب، حيث تعتبر واحدة من أكبر الشركات من نوعها على المستوى الدولي.

إن هـذا المشروع قد تم تأسيسه في عام 2014 من قبل: ديان ديمتروف وماير بوماي، في وقت كانت فيه الخدمات عند الطلب تزداد قوة بفضل صعود شركات مثل أوبر (Uber). فقد لاحظ ديميتروف وجود فرصة سانحة في مجال غسيل الثياب وتواصل مع بوماي بشأن الفكرة. ومن خلال الجمع بين خبرة ديميتروف في مجال بناء المنتجات وتجربة بوماي في العمليات، وُلدت شركة لوندري هيب.

وتقوم الشركة بتقديم خدماتها على مستويي B2C و B2B (أي من الشركة إلى العملاء الأفراد مباشرة، ومن الشركة إلى شركات أخرى)، حيث يقوم السائق باستلام أمر بمهمة للغسيل ومن ثم يقوم بإيصال الغسيل إلى أحد المنشآت الشريكة للوندري هيب، ثم يقوم سائق آخر بإعادة حزمة الغسيل إلى العميل في غضون 24 ساعة. وهذا يعني أن لوندري هيب لا تمتلك أي مرافق للتنظيف، ولا توظف أي سائق، وهو نموذج للعمل يشبه إلى حد كبير نموذج عمل Airbnb أو Uber. حيث سمح هذا النظام القائم على الشراكة "خفيفة الأصول" للشركة بتوسيع نطاق عملياتها والتوسع في أسواق جديدة على مر السنين، مثل: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأيرلندا وهولندا والإمارات العربية المتحدة.

لقد أبلغ بوماي "منصة أبوظبي للأعمال" بأنه "لم نرغب قط في امتلاك أي منشآت خاصة بنا، بل بالشراكة مع المنشآت القائمة" و"لذلك، لدينا قدر ضئيل للغاية من الاستثمارات في الأصول. حيث تتمثل الاستثمارات الوحيدة في استثمار الأموال في مجال التسويق الرقمي ثم التسديد للسائقين وللمنشآت، بمجرد بدء الشركة في العمل وفي حصد المداخيل. 

مايور بوماي ، المؤسس المشارك ورئيس الخدمات اللوجستية العالمية ، Laundryheap

وفي حين أن لوندري هيب لا تقوم بمعالجة أي من أعمال غسيل الملابس والتنظيف الجاف بحد ذاتها، إلا أنها قد وضعت العمليات في موضعها الصحيح لضمان اتساق جودة الخدمة عبر كافة المنشآت والأسواق الشريكة – أي تقريبًا مثلما يحدث في سلاسل المحلات ذات الامتيازات التجارية (الفرانشايز).

وقد أصبح كل هذا ممكنًا بفضل التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي قامت شركة لوندري هيب ببنائها والتي تقع في صميم التطبيق الخاص بالشركة: حيث أن التطبيق يقوم بإبلاغ المنشآت الشريكة والسائقين بكافة الطرق والعمليات الواجبة الاتباع؛ حيث يتم تتبع كافة الخطوات لوجبة الغسيل من لحظة استلامها حتى لحظة إعادتها عند باب بيت العميل؛ وحيث يخطط التطبيق المسارات للسائقين؛ كما يتم إبلاغ العملاء أيضًا بما إذا كانت هناك أي مشكلات تتعلق بتنظيف ملابسهم، مثلًا عندما تكون هناك بقعة صعبة التنظيف على الثياب مما يؤدي إلى تأخير في التسليم أو إذا كانت هناك أي مشكلات أخرى، مما يسمح لــلوندري هيب بالاستمرار في المشاركة طوال العملية.

ووفقًا لبوماي، فإن هذا المستوى من الوضوح والمراقبة والتحكم هو الذي يحدث فرقًا لدى العملاء وهو ما يميز علامتهم التجارية عن مثيلاتها في السوق.

التوسع في الشرق الأوسط

دائمًا ما يمثل الانتقال إلى سوق جديد تحديًا، خاصة عندما تكون خدمتك المقدمة متعلقة بشيء شخصي الطابع وخصوصي حساس كالملابس مثلًا.

وفي الواقع، فقد كانت دبي واحدة من أولى الأسواق التي توسعت إليها لوندري هيب. ومع هذا الانتقال، تغيرت جوانب شخصيات المستهلكين وتغيرت توقعاتهم (فليس من الشائع، على سبيل المثال، وجود خادم منزلي/خادمة عند كثير من العائلات في المملكة المتحدة، بينما يحدث ذلك في الإمارات العربية المتحدة)، كما سيتعين على الشركة التعرف على طرق تنظيف جديدة لأنواع مختلفة من الملابس. إن بعض هذه الأنواع، مثل الملابس الحريرية، تتطلب طرق تنظيف متخصصة ليس من السهل القيام بها في المنزل، وقد شكل هذا فرصة مثالية لشركة لوندري هيب للاستفادة من الوضع الراهن واستغلاله. 

ولحسن حظ الشركة، فإن الإمارات العربية تشتهر بسوق خدماتها المزدهر، حيث يقدّر العملاء وسائل الراحة قبل كل شيء. وهذا يعني أنه طالما أن لوندري هيب يمكنها تقديم خدمة شاملة متسقة من شأنها التعامل مع ملابس العملاء من خلال الاستلام والتنظيف وأخيرًا التوصيل، فإنها ستستقر جيدًا في السوق.

وهذا ما حدث بالضبط.

إيجاد فرص جديدة أثناء فترة الجائحة

شهدت شركة لوندري هيب انخفاضًا في الطلب خلال الأشهر القليلة الأولى من الجائحة، شأنها في ذلك شأن معظم الشركات (حوالي 60٪). ومع ذلك، وكما تحدث بوماي، "إذا ما نظرنا إلى الوراء، فإن الوباء أتى بالفائدة للشركة على المدى الطويل".

ويرجع السبب في ذلك إلى أن نموذج الأصول الخفيفة (القليلة) في لوندري هيب قد ساعد الشركة على توليد الإيرادات من خلال استطاعتها دخول عدد من الأسواق جديدة غير المتأثرة نسبيًا بالوباء. فسنغافورة، على سبيل المثال، كانت تحت الإغلاق أثناء الجائحة، ولكن كان من السهل القيام بأعمال تجارية هناك، ولذلك فقد كانت هي الوجهة التالية للشركة. كما كانت الإمارات العربية المتحدة أيضًا واحدة من أوائل الدول التي خففت القيود وانفتحت على السياح، مما عنى أنها سرعان ما دخلت في نطاق التغطية والخدمات الخاصة بشركة لوندري هيب.

وخلال هذه الفترة أيضًا، امتدت أعمال الشركة إلى الولايات المتحدة، حيث لا يمتلك الكثير من الناس في المناطق الحضرية غسالاتهم الخاصة. ومع ذلك، ومع استمرار انتشار الجائحة، فقد أراد الناس تجنب محال غسيل الملابس العمومية، وهو ما كان بمثابة فرصة ضخمة لشركة ديمتروف وبوماي. أضف إلى ذلك حقيقة أن شركة لوندري هيب قـد أدخلت أيضًا خدمات التنظيف العميق المتخصصة للمساعدة في مكافحة تلوث الملابس، ويمكنك أن ترى بسهولة كيف ازداد الطلب بشكل كبير على الخدمات المبتكرة لهذه الشركة.

وفوق كل ذلك، فقد قامت الشركة بجمع 3.5 مليون دولار من خلال الجولة الأولى من سلسلة التمويل (A) في أوائل عام 2021، كما ازدادت قاعدة مستخدميها في الإمارات العربية المتحدة بنسبة 264٪، مما أدى إلى عودة كبيرة ومفاجئة لهذه الشركة.

النظر للأمام واستشراف المستقبل

نظرًا لأن الوباء قد أصبح تقريبًا وراء ظهورنا، فقد ركز بوماي وديميتروف على التقدم بزخم إلى الأمام.

قال أحدهما في هذا الخصوص "في واقع الأمر، أعتقد أن لدينا خططًا رائعة خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة". و"نحن نتطلع إلى بناء أعمال مستدامة ... ولا نضع في الاعتبار مجرد التوسع بسرعة كبيرة."

وأشار إلى أن: الطلب في دبي وأبوظبي قد نما بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث نما ثلاثة أضعاف في أبوظبي.

وبالنسبة للجانب الخاص بعمليات الشركة، تتطلع لوندري هيب إلى تسريع أوقات التسليم وتوسيع عروضها، حيث قدمت مؤخرًا خدمة تنظيف الأحذية وإصلاحها. وبخلاف ذلك، سيكون التركيزعلى زيادة وجودها في أسواقها الحالية مثل: أوروبا، وكذلك الولايات المتحدة، حيث لا تزال حديثة وناشئة نسبيًا.

وبالنسبة لعام 2023، فان هدف الشركة يتمثل في النمو بمعدل من 3 الى 5 مرات.

وقد قال بوماي: "عندما بدأنا الشركة، لم نعتقد أبدًا أننا سنكون موجودين في عشرة بلدان". وأنه "كلما بدأت في العمل، أصبحت أكثر طموحًا. لذلك نحن هنا اليوم ونتحدث فقط عن عشرة بلدان، ولكن ... الهدف هو أننا نريد إلغاء فكرة غسيل الملابس كعمل روتيني للكثير من الناس حول العالم. ونريد أن نجعل الغسيل مؤتمتًا وآليا نوعًا ما للكثير من الناس.

"لـذا فإننا لسنا بصدد منافسة جهات أخرى – وإنما منافسنا هو الغسالة المنزلية."