مرونا: تحـديث معـالـجة مياه الصرف الصحي وإدارتها لتتناسب مع المدن في المستقبل

مرونا: تحـديث معـالـجة مياه الصرف الصحي وإدارتها لتتناسب مع المدن في المستقبل 

مقابلات

يشرح زياد حسامي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي، كيف تمزج مرونا، التي يعني اسمها باللغة العربية "المرونة"، بين علم الأحياء البسيط والتكنولوجيا المتقدمة لاقتراح حل لمعالجة مياه الصرف الصحي، يعتمد على الطبيعة ويعزز المرونة الحضرية.

ما هي المشكلة التي تهدف إلى حلها مع مرونا؟

كان المؤرخ بليني الأكبر قد وصف مشروع كلواكا ماكسيما، نظام الصرف الصحي في روما [الذي تم بناؤه حوالي 600 قبل الميلاد]، بأنه أعظم إنجاز معماري في المدينة. ومن اللافت للنظر أنه لا يزال قيد الاستخدام حتى يومنا هذا. والأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو أننا نواصل استخدام نفس الاستراتيجية في كل مكان: وضع مياه الصرف الصحي تحت الأرض وإرسالها بعيدًا وبأسرع ما يمكن. وعندما كانت المدن صغيرة، كان ذلك منطقيًا. لكن الآن، أصبحت المدن كبيرة وتزداد حجمًا، بينما يتم استهلاك المياه الجوفية لدينا باستمرار. وتعتبر مياه الصرف الصحي في كل مكان في العالم هي المصدر المائي الوحيد الذي يتزايد سنويًا، فهي على سبيل المثال تتزايد بنسبة 8.8% سنويًا في دبي.

وتواجه أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي المركزية الحالية صعوبة في مواكبة نمو المدن، فهي ذات بصمة كربونية عالية جدًا، كما أنها ليست فعالة. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، فبسبب المياه الجوفية الضحلة، تصل المياه المالحة إلى المجاري، مما يعني أنه بحلول الوقت الذي تصل فيه مياه الصرف الصحي إلى المحطة، لا يمكن إعادة استخدامها بعد ذلك. إن هذه البنية التحتية باهظة الثمن، حيث تذهب 80% من التكلفة إلى شبكة الصرف الصحي؛ حيث أن كل كيلومتر واحد من الصرف الصحي يتكلف 1.4 مليون درهم.

وفي الوقت نفسه، يرغب مطورو المشاريع العقارية في بناء مجتمعات كبيرة وطموحة ومستدامة؛ لذا، فهم بحاجة إلى مناظر طبيعية كبيرة وفاتنة. ولكن في الوقت نفسه، فإن تكاليف البنية التحتية واستهلاك المياه والبصمة الكربونية هي في ارتفاع فعلي. إن هذه الأشياء تتنافس فيما بينها، لذا فعلى المطورين حقًا معالجة مشكلة المياه.

وعلينا أن ننتقل من هذا النموذج الخطي إلى النموذج الدائري، حيث يتم إعادة استخدام المياه وإعادة تغذيتها بطريقة ذكية وفعالة. 

كيف يعمل الحل الخاص بك؟

إن مفهومنا المعروف باسم، BiomWeb، هو عبارة عن إدارة مركزية للبنية التحتية اللامركزية القائمة على الطبيعة والتي تمتزج مع المناظر الطبيعية.

فبدلًا من البنية التحتية الضخمة التي تتطلب شاحنات كبيرة ذات رائحة كريهة تنقل النفايات من جانب واحد من المدينة إلى الجانب الآخر، أو محطات ضخمة تتخلص من كميات كبيرة من المياه دفعة واحدة، لدينا الكثير من المحطات الصغيرة المنتشرة حول الموقع، والتي يتم مراقبتها والتحكم فيها عن بعد على مدار اليوم والأسبوع من خلال لوحة القيادة، مع نظام جرعات ذكي يقوم بتوزيع المياه بمرور الوقت بناءً على التحليلات والأنماط البيانية.

وتوفر جذور النباتات المائية مساحة سطحية عالية للبكتيريا والفطريات لاستقلاب النفايات، مما يؤدي إلى إنتاج مياه نظيفة يمكن استخدامها للري. لماذا نأخذ مياه الصرف الصحي وننظفها ثم نضيف الأسمدة مرة أخرى إلى محطات المياه؟ إنها عملية مكلفة للغاية! بالمقابل، لا يتطلب حل BiomWeb إضافة أي مواد كيميائية، أو إزالة الحمأة، أو بنية تحتية ضخمة، بل يبدو وكأنه باقة زهور. وعلاوة على ذلك، فإنه بمجرد دمجه في تنسيق الحدائق، يصبح بإمكانك استغلال المساحات غير المستغلة.

كيف قمت بتطوير هذا المنتج؟

لقد كنت أعمل في [شركة استشارات هندسة الاستدامة] AECOM وكانت شركة الدار، وهي أحد عملائنا الرئيسيين، تسألنا في كثير من الأحيان عن كيفية جعل بعض التطويرات أكثر استدامة. وأدركت أنه على الرغم من أن شهادات البناء تبدأ بما هو فوق الأرض، إلا أنه ينبغي علينا أن نبدأ فعليًا تحت الأرض وبكيفية تصميم مرافقنا. وقد كنت أبحث عن التقنيات القائمة على الطبيعة في شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (ADNEC) واعتقدت أنه يمكن تحسينها أكثر، لذلك تركت وظيفتي وبدأت العمل في مجال وضع الحماية عام 2017 مع اليونيسف في لبنان، حيث عملت في مخيمات اللاجئين السوريين.

لقد حصلنا على تمويل ومنح من مؤسسة بيل وميليندا جيتس، وبيريتك، وسيدستارز، وشراع، وفزنا في مسابقة InfraChallenge لمجموعة العشرين، وهي مسابقة عالمية للابتكار في البنية التحتية. كما تمكنا من إنشاء مشروع محطة التصنيع الخاص بنا في لبنان وبدأنا في تصميم بعض الأنظمة بالاشتراك مع اليونيسف.

وقد قمنا بتسجيل مرونا في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2019 وكنا جزءًا من برنامج التوسعة الأول لشركة الدار، حيث اختارت الدار شركة BiomWeb لتكون بديلًا لنظام نقل مياه الصرف الصحي بالشاحنات، وذلك بإعادة تدوير المياه في الموقع وإعادة استخدامها لأغراض الري. ونقوم بإبلاغهم بمدخراتهم من الكربون كل شهر مقابل رسوم شهرية.

هل تواجه أي مقاومة لهذه الطريقة المختلفة في إدارة مياه الصرف الصحي؟

على الرغم من أن العميل - المطور - يريد ذلك حقًا (أي: الطريقة القائمة على التدوير)، إلا أن شركات الاستشارات الهندسية هم من يتخذون القرار فعليًا، وهم غالبًا ما يحاولون الاختباء وراء اللوائح والنظم، لأنهم هم الذين يتحملون المخاطرة إذا ما وافقوا على مثل هذه المبادرات، ولا يحصلون على أي فائدة من الانحراف عن جدول عملهم المعتاد. ولهذا السبب فإن تقاسم المخاطر أمر مهم. فعلى سبيل المثال، في الدار فرع مدينة الرياض، قمنا بتحمل جميع المخاطر من خلال تقديم نظامنا كخدمة، حيث كنا مطالبين بأن نبرهن عن ثقتنا في الحل الذي نقدمه.

ومن الجدير بالذكر أن المطورون دائمًا ما يبحثون في السوق عن حلول المياه النظيفة، والقدرة على التخلص من مياه الصرف الصحي، والتقليل من البصمة الكربونية وتكاليف الأعمال المعتادة. وبما أنهم بحاجة إلى التركيز على بناء المدينة، وليس على إدارة نظام معالجة مياه الصرف الصحي؛ فإننا بدورنا نتصرف وكأننا مرفق ونمدهم بهذه الخدمات.

ما هي الخطوات التالية لشركة "مرونا"؟

اليوم، نحن نعتمد على رأس مال غزير وهامش ربحي مرتفع، مما يصعب عملية التوسع. أما الآن فنحن نطمح للبيع للمجتمعات الجديدة فقط. ولسوف يكون هناك هامشًا ربحيًا أقل قليلًا ولكنه أكثر قابلية للتطوير. وبعد ذلك، ربما يمكننا البيع دوليًا.

إننا نريد إعادة تصور البنية التحتية الكاملة لمياه الصرف الصحي، والانتقال خلال السنوات الخمس المقبلة من المواقع المؤقتة إلى العقارات القائمة، وعلى المدى الطويل إلى المجتمعات الخضراء، ودمج النظام في المناظر الطبيعية كنموذج دائري لمياه الصرف الصحي. ولم نكن نتوقع ذلك، لكننا بدأنا بالفعل في إجراء بعض المحادثات الشيقة بهذا الخصوص.

قم بإنشاء حسابك الآن

قم بإنشاء حسابك الآن اشترك الآن للبقاء على اتصال بالنظام البيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والوصول إلى المحتوى الحصري وأخبار السوق واكتشاف المبادرات وذلك لإطلاق العنان للآفاق والفرص.

قد يعجبك ايضا