تعمل neurobotX في أبو ظبي على سدّ الفجوة بين علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي

تعمل neurobotX في أبو ظبي على سدّ الفجوة بين علم الأعصاب والذكاء الاصطناعي 

بعد وصولها العام الماضي إلى Hub71 في أبو ظبي ، تتعامل شركة NeurobotX التكنولوجية الناشئة مع معضلة الذكاء الاصطناعي بطريقة ملهمة.

 

مع انطلاق الثورة الصناعية الرابعة، تطالَب الشركات حول العالم بتطوير واعتماد حلول الذكاء الإصطناعي (AI).

ومنذ وصولها العام الماضي إلى Hub71 في أبو ظبي، تتعامل شركة NeurobotX التكنولوجية الناشئة مع تقنية الذكاء الإصطناعي بأسلوب مثير للاهتمام: عن طريق سدّ الفجوات المتباينة بين بيولوجيا الأعصاب والذكاء الاصطناعي / الروبوتات، وبالتالي إنشاء خوارزمية حسابية أقرب إلى التفكير البشري من النماذج الحالية.

تحدّثنا ديانا ديكا، مؤسسة neurobotX، "أنا عالمة أعصاب بالتدريب. حاولت على مدار العقد الماضي، فهم وظيفة الخلايا العصبية، واستنتجت بأنّنا إذا استطعنا فهم كيفية عمل خلية عصبية واحدة، قد نكون قادرين على بناء خوارزميات [كمبيوتر] مطوّرة مستوحاة من النشاط الدماغي، وذات كفاءة عالية من حيث استخدام الطاقة وحوسبة المعلومات." 

diana deca neurobotx abu dhabi hub71 adgm

ديكا، حاصلة على درجة البكالوريوس في الفلسفة النظرية والمنطق، وتعدّ شهادتها حسب تصوّرها الشخصي، "مزيج ذات فائدة عالية" لعالم الذكاء الإصطناعي.

"ولهذا السبب أيضًا لجأتُ إلى التعرّف على الذكاء الاصطناعي والروبوتات من منظور جديد، عبر اعتماد الرؤيا الفسيولوجية العصبية المعمّقة"، كما أشارت. "فمن ناحية المخرجات، نعلم أنّنا أكثر تقدمًا من الذكاء الاصطناعي والروبوتات الحالية. يمكننا تشغيل الآلاف من العمليات المعقدة بالتوازي، وإنشاء مفاهيم جديدة والإعتماد على التفكير الذاتي، باستخدام نفس القدر من الطاقة مثل المصباح الكهربائي. نحتاج فقط إلى إيجاد [العناصر] التي يجب محاكاتها من أجل تزويد تلك الخوارزميات بقدراتنا. وأنا متحمّسة جدّاً لجعل هذا المفهوم حقيقة ".

تطوير حلول مستقلة بشكل كامل

حاليّاً، تعمل neurobotX على تطوير الشبكات والبرامج العصبية المستوحاة من الدماغ لأغراض الملاحة الجوية ورسم الخرائط الذكية والموفّرة للطاقة، في مجالات الطيران والدفاع والأدوية والبناء والسيارات.

تتضمّن بعض مشاريع الشركة العمل على تطوير برمجيات ذاتية القيادة بالكامل للمركبات، تتّسم بالكفاءة في تحليلها للمساحة المادية، وتجنّب الحاجة إلى تقنياّت باهظة الثمن مثل أجهزة استشعار LiDAR، التي تُستخدم في معظم المركبات ذاتية القيادة التي يتمّ تطويرها اليوم.

أوضحت ديكا أنّه بينما تقنية LiDAR قد تضيف تكاليف تصل إلى 100,000 دولار لكلّ مركبة، فإنّ تكلفة تقنيتهم قد تصل إلى 5000 دولار للمركبة الواحدة فقط، ممّا يعني أنّ التكنولوجيا المستوحاة من الوظيفة الدماغية ليست فقط مثيرة للإهتمام، ولكنّها فعاّلة أيضًا من حيث التكلفة.

وأضافت ديكا: "غالبًا ما تسمّى الخوارزميات التقليدية بالشبكات العصبية التلافيفية. أمّا الخوارزميات التي نستخدمها تسمّى بالشبكات العصبية الشائكة، لأنها تحاكي أسلوب عمل الخلايا العصبية. حاليًا، تنفق الصناعات أكثر من 600 مليار دولار سنويًا في عمليات تخزين الحوسبة السحابية.

"فمن خلال الحلّ الذي نقدّمه، بإمكاننا صنع خوارزميات أكثر تقدمًا بجزء بسيط جدًا من التكلفة ".

وأوضحت أن الشبكات العصبية التقليدية للروبوتات تعاني من مشاكل مثل التحميل الزائد للبيانات، إذ أنّها تعالج مجموعات البيانات التي يتمّ تغذيتها بالكامل. ومن ناحية أخرى، فإن خوارزميات neurobotX قادرة على "اكتشاف الأحداث و ليس فقط البكسل"، ممّا يعني أنّها قادرة على اتّخاذ قرارات محسوبة عند تحديد البيانات المهمّة بالنسبة لها لمعالجتها وتحليلها، والتي تظهر غالبًا على شكل نقاط بيانية مقارنة بالحالات السابقة، حيث كان يتمّ إعادة معالجة البيتابايت من بيانات الفيديو في كلّ مرة.

وصرحّت قائلة: "يمكننا توفير ما يصل إلى 90٪ من قوة الحوسبة"، لما تقدّمه الخوارزمية من قدرة على التصرّف بشكل يشبه العقول البشرية في تصفية ما تحتاجه. وهي عملية مشابهة لوظيفة الدماغ، فمن خلال تركيز الإنتباه على الأحداث ذات الصلة، بدلاً من المعالجة الكاملة لكلّ بكسل في كلّ إطار. فعلى مدى ملايين السنين، ساهمت تلك التقنية، بتطوير القدرات البشرية لمعالجة المسائل المعقّدة المتعلّقة بالملاحة في بيئات غير مألوفة، ومناقشة الفلسفة والرياضيات وأساليب الإنتقال إلى كواكب أخرى.

قالت: "تلك هي الوسيلة نحو الإستقلال الحقيقي. أعتقد أنّ تشغيل المزيد والمزيد من بيانات الفيديو على السحابة بنفس الطريقة لن يكون الحلّ، حتى لو عمدنا إلى زيادة عدد وحدات معالجة الرسومات ومراكز البيانات وفقًا لقانون "مور". ستتطلّب عملية توسيع نطاق التكنولوجيا الحالي مبالغ غير واقعية من رأس المال، وعمالة بشرية لإعادة التدريب على كلّ حدث جديد. أعتقد أنّ الحلّ هو توفير خوارزميات أكثر ذكاءً تحاكي وظيفة الدماغ إلى حدّ كبير".

يوفّر الذكاء الإصطناعي للبشرية فرصة التركيز على الأهمّ

تشمل المشاريع الأخرى لشركة neurobotX عمليات تطوير طيّارين بتقنية الذكاء الإصطناعي لدعم القطاع الدفاعي، ورسم خرائط المطارات في مجال الطيران، وغيرها المزيد، بهدف معالجة مدخلات المستشعرات الحقيقية وتحويلها إلى بيانات قابلة للتنفيذ، يمكن للخوارزمية استخدامها لتفعيل المعالجة المتقدمة، القادرة على تطوير عمليات الشركات بأكملها، ونموذج الأعمال، واستبدال العمالة البشرية المتكررة بالروبوتات المستقلة، بجزء بسيط من التكلفة، والسماح للعاملين بالتركيز على الإبداع والتطوير الذاتي.

"بفضل تقنيّتنا، نحن قادرون على تفادي العقبات واتخاذ القرارات بدقة ميكروثانية. وهي عملية مهمة جدًا للقطاع الدفاعي، ولها العديد من الفوائد الأخرى في مجالات السيارات، والفضاء، والبناء، والتصنيع، والعديد غيرها من [المجالات] الأخرى ".

 فمنذ تأسيسها عام 2019، تواصل NeurobotX العمل مع شركات بارزة مثل Intel وSony وBoeing وAirbus بهدف تفعيل وتطوير تقنيتها.

"آمل أن يؤدّي ذلك التحوّل إلى حصولنا على الإستقلالية الكاملة – كالطائرات ذات التحكم الذاتي الكامل، والسيارات ذات القيادة الذاتية، ومواقع الإنشاء والتصنيع المستقلة تمامًا – للسماح للأفراد في المستقبل بالتركيز على المسائل المهمّة، كالإبداع والقيام بالأعمال الغير مسبوقة، مثل الإنتقال إلى كواكب جديدة، وإنشاء الحضارات ذاتية الإستدامة فيها وغيرها، للإرتقاء نحو أعلى المستويات ".

الإنتقال إلى دبي

بعد عام من عملها، عمدت ديكا وفريقها إلى الإنتقال إلى أبو ظبي بعد قبولها في Gothams، المسرّع المتواجد في Hub71.

وأضافت، "ترتكز أهداف [Gothams] على الطيران الجوي الدفاعي، إذ كان لدينا العديد من المعارف من Airbus و Boeing ومن اللاّعبين الكبار التابعين لمكاتب الشركات المحلية، القادرين على مقابلتنا شخصيًا، وكانت تلك المسألة مهمة بالنسبة لنا ولزبائننا". 

وتحدّثت ديكا عن إعجابها بالإمكانات الهائلة التي توفّرها أبوظبي والإمارات العربية المتحدة.

"شعرنا أنّ هذا المكان يوفّر بيئة عملية سليمة نظراً للأسلوب المعتمد في التعامل مع الوباء المستجدّ، وقد ذهلنا بالقدرة  الإبداعية الموجودة هنا. عندما نتحدّث إلى الزبائن، نشعر بأنهم لا يناقشون المواضيع التكنولوجية من حيث المبدأ فقط – بل هناك حافز قوي نحو تنفيذ [حلول جديدة ومبتكرة].

"أعتقد أن بيئة العمل والتفكير هنا تحور حول محاولة بناء شيء لا يحلم به الآخرون، وتحقيقه على أرض الواقع. لقد تأثرت جدًا بفكرة امتلاك دولة الامارات لوزارة "للذكاء الاصطناعي"، ووزارة "للسعادة"، إضافة إلى الهندسة المعمارية المذهلة، بما في ذلك المباني الأطول في العالم، بالأخصّ المهمة الجديدة الهادفة إلى الوصول إلى المريخ. ويكتمل ذلك بوجود شبكة دعم قوية لشركات التكنولوجيا المبتكرة وتوفّر الإستراتيجية الواضحة التي تتيح لتلك الشركات بعرض تقنياتها الرائدة هنا لأول مرة وتوسيع نطاقها عالميًا من أبو ظبي".

في الواقع، أجرت ديكا وفريقها العديد من الإتصالات مع الهيئات المحلية والدولية في الإمارات العربية المتحدة، فيما يختصّ بطموحات الدولة التنفيذية على أرض الإمارات وما يتعدّاها، كبناء المدن على كوكب المريخ.

الخطط المستقبلية

في الوقت الحالي، تسعى ديكا وفريقها نحو التوسّع داخل الأراضي الإماراتية، وعلى نطاق عالمي، مع وجود 3 مكاتب حول العالم الآن في أوروبا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.

وأوضحت: "تتوفّر لدينا الرقاقات والأجهزة الإستشعارية الخاصّة بنا التي يتمّ شحنها هنا في Hub71 من Intel وسنتمكّن من عرض ذلك لأول مرة على أرض الواقع [في الأسابيع القليلة المقبلة]. نودّ ضمان قدرتنا على الإستجابة للتوقعات، وعلى (إثبات بعض المفاهيم) POCs هنا – وربما إبرام بعض العقود التجارية. كما وتدعمنا شبكة قوية من المستثمرين، وتشمل مسرّع "جوثامز" و"مبادلة"، بالإضافة إلى Hub71، التي عملت كمنصة لتطوير منتجاتنا بشكل سريع ".

كما و تأمل أن يساهم سجل الرعاية التكنولوجية الإبتكارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يشمل سيارات الأجرة الطائرة Volocopter و Virgin’s Hyperloop على دفع شركة neurobotX نحو تحقيق النجاح الباهر.

بالإضافة إلى ذلك، تتطلّع ديكا نحو توسيع فريق الشركة عبر جلب المزيد من المواهب التقنية العالمية من المؤسسات والشركات الشهيرة.

"نحن مهتمّون بالعثور على المواهب الشغوفة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات والوظائف الدماغية، ويسرّنا التوسّع والتعرف على المزيد من الأشخاص هنا."

وأوضحت أنّ neurobotX تتواصل حاليًا مع مختبرات الأبحاث، حيث تسعى لضمّ [الباحثين] الحاصلين على شهادات الدكتوراه وما يتعدّاها إلى الشركة للعمل كمهندسين، بينما يتلقّون التدريب الذي يحتاجونه ليصبحوا محترفين في المجال، ورجال أعمال من ذوي المستوى الرفيع في الوقت عينه. 

وأضافت: "نعتقد أنّه [من خلال التعاون الصناعي في neurobotX]، ستساهم التجربة العملية مع الشركات الكبيرة إضافة إلى الدمج التكنولوجي الحاصل في جعل [هؤلاء الباحثين] متحدّثين مذهلين ومديرين وقادة تقنيين رائعين". "هذا ما نسعى لاستكشافه على وجه الخصوص - مساعدة الناس على الإنتقال من الأوساط الأكاديمية إلى الصناعة في الإمارات العربية المتحدة وفي جميع أنحاء العالم."

neurobotx

NeurobotX هو فريق من الباحثين رفيعي المستوى يبنون شبكات عصبية مستوحاة من الدماغ للتنقل الذكي للطائرات بدون طيار والسيارات.
 

قم بإنشاء حسابك الآن

قم بإنشاء حسابك الآن اشترك الآن للبقاء على اتصال بالنظام البيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والوصول إلى المحتوى الحصري وأخبار السوق واكتشاف المبادرات وذلك لإطلاق العنان للآفاق والفرص.

قد يعجبك ايضا