كيف تعيد منصة "برجر إندكس" صناعة مستقبل قطاع الأغذية والمشروبات 

سوف نستعرض هنا رحلة وسيم بيرو كرائد أعمال ونبحث كيف طور هو وشريكه موريس كرم مؤشر برجر، وهي منصة للبيانات والرؤى تعمل على تحويل صناعة الأغذية، مما يساعد المؤسسين على تحقيق نتائج أفضل وبشكل أسرع.

قصة النشأة

اقتداء بوالده، فقد قام قام وسيم برو - بعد سنوات من العمل في القطاع الخاص - بالمراهنة على نفسه رهانًا كبيرًا بأن يصبح رائد أعمال.

ولكن قبل أن يلقي بنفسه في هذه المعمعة، فقد حرص وسيم على الالتحاق بكلية IE Business School في مدريد، والتي كان سجلها الريادي مناسب تمامًا له، وهو أيضًا المكان الذي التقى فيه بشريكه المستقبلي بالتأسيس موريس كرم، والذي كان أيضًا يخطط لتكوين شركته الخاصة.

إعداد "القائمة"

يعد الوصول إلى المعلومات الصحيحة بالنسبة لأي رائد أعمال أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات قوية. لكن للأسف لطالما كان جمع البيانات ومعالجتها وتحليلها عملية يدوية مضنية وطويلة في مجال صناعة الأغذية والمشروبات، مما يتسبب في تأخير اتخاذ القرارات الاستراتيجية والاستخدام غير الفعال والمكلف للموارد. ناهيك عن حقيقة أن محرك جوجل للبحث لم يكن يقدم البيانات بأي شكل مفيد لرواد الأعمال ولا يدعمهم في محاولاتهم لتكوين فهم شامل لمشهد هذا القطاع.

وبعد قيامه بتحديد وجود حاجة حقيقية لعمل تجاري، فقد بدأ وسيم في وضع تصور لمنصة يمكن أن تكون بمثابة بلومبرج لقطاع المأكولات والمشروبات، بحيث تعمل على توفير كافة الحقائق والأرقام التي قد يحتاجها رواد هذا القطاع تقريبًا في الوقت الفعلي. ومن هنا وُلد مفهوم برجر إندكس.

بعد ذلك، أرسل رائدا الأعمال الوليدان فكرتهما إلى الــــStartup Lab، وهو برنامج يمنح الطلاب ستة أسابيع للعمل على شركتهما الناشئة، وبناء الــــMVP (المنتج الأدنى جدوى)، ومن ثم البدء في جمع التمويل اللازم. وبعد الانتهاء من هذا البرنامج، وبالتزامن مع تخرجهما بماجستير إدارة الأعمال، فقد قرر الاثنان متابعة ريادة الأعمال بشكل متفرغ.

بعض الأمور يصعب "هضمها"

لكن الجزء الأصعب كان لم يأت بعد. فبالنسبة لأي شركة ناشئة، يعتبر تحقيق الدخل بسرعة أو جمع التمويلات أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار؛ ولذلك، فقد تمكن وسيم وموريس بداءة من جمع 200 ألف يورو من أموال التأسيس من خريجي الجامعة التي كانا قد درسا فيها وتخرجا منها. لكن هذا المبلغ لم يكن كافيًا بعد لضمان استمرارية برجر إندكس.

ويوضح وسيم ذلك بقوله: "يتطلب إنشاء شركة ناشئة وجود موارد، وإنه لمن الصعب توقع مدى السرعة التي يمكن بها توليد الإيرادات. ومن المهم أن نلاحظ أن الفكرة الأساسية من وراء ريادة الأعمال ليست مجرد جمع التمويل اللازم وإنما هي بناء الأعمال التجارية وتوليد الإيرادات في أسرع وقت ممكن، حيث كان على فريق العمل الانتظار لمدة عام تقريبًا لتوليد الإيرادات، وقد كانت فترة صعبة في حياتنا لكننا اجتزناها".

بالإضافة إلى ذلك، قال وسيم: "كان بناء الفريق الفني اللازم واجتذاب العملاء يمثلان أكبر تحديين في ذلك الوقت. لكننا قررنا التفاعل بشكل مكثف والانخراط مع كل ما نستطيع من مطاعم ومطابخ سحابية وعلامات تجارية للأطعمة، حيث ساعدتنا أكثر من 70 مقابلة في برجر إندكس على اكتساب نظرة ثاقبة حول نقاط الألم في قطاع المأكولات والمشروبات وركزنا على تطوير الميزات التي توفر قيمة وتحافظ على عودة العملاء باستمرار للمنصة".

ميزة برجر إندكس

تعمل شركة برجر إندكس اليوم في سبع دول في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تقوم بجمع البيانات ومشاركتها على مستوى عالمي وتوفير معلومات فريدة لا تقدر بثمن لعملائها. كما يعمل محركها القائم على الذكاء الاصطناعي على تطوير ومشاركة التحليلات على الفور بشأن الجوانب الاستراتيجية مثل: المواقع الإلكترونية والمنتجات وقوائم الطعام والمشروبات والأسعار والخصومات وتقييمات الزبائن وكلمات البحث المفتاحية (بمحركات البحث/متاجر التطبيقات) وغيرها الكثير، عبر أكثر من مليار منتج ومتجر على مستوى العالم.

إن قدرة هذه المنصة على تتبع المنافسين في الوقت الفعلي تعمل على تخفيف واحدة من المهام الأكثر إرهاقا وتعقيدًا لعملائها، ألا وهي: مراقبة التغييرات العديدة في المنتجات والأسعار والمواقع والعروض الترويجية التي تتم في هذا القطاع الشديد التنافسية والسريع الحركة. ففي أبوظبي وحدها، يمكن إجراء ما يصل إلى 200,000 تغيير يوميًا، حيث ينظم مؤشر برجر كل هذه البيانات حتى يتمكن عملاؤه من اتخاذ القرارات في ثوانٍ، مما يتيح ردود فعل سريعة ومستنيرة ويضمن عدم تفويت الفرص على أعمال قطاع المأكولات والمشروبات لتوليد الإيرادات بشكل أسرع.

في المرحلة التالية من عمر المشروع، تهدف المنصة إلى تقديم تحليلات تنبؤية، وتحليلات وصفية إضافة إلى تلك التي توفرها الآن. وللقيام بذلك، يقوم الشريك المؤسس موريس كرم، المسؤول عن بالجوانب التكنولوجية الفنية للعمل، بإنشاء فريق تقني كامل. كما سيتم إنشاء قسم مبيعات مستقل في ضوء خطط توسّع "برجر إندكس" في حوالي ثلاثين دولة. وللبقاء في صدارة المنافسة، فإن فريق العمل منفتح على جميع الاحتمالات بل ويفكر في تطوير تطبيق فائق من شأنه أن يدمج احتياجات التحليلات المختلفة.

إن قصة نمو ونجاح برجر إندكس تعد بمثابة دراسة حالة جيدة لرواد الأعمال، حيث توضح كيف يمكن للقادمين الجدد في هذه الصناعة شديدة التنافسية أن ينجحوا من خلال تحديد احتياجات السوق الحقيقية، وإيجاد الحلول من خلال التكنولوجيا المبتكرة، واعتماد النهج الذي يركز على العملاء.