تعمل شركة "FortyGuard" على ابتكار حلول لمكافحة ارتفاع درجات حرارة المدن، مما يؤدي إلى توفير التكاليف وتحسين نوعية الحياة للمواطنين

تعمل شركة "FortyGuard" على ابتكار حلول لمكافحة ارتفاع درجات حرارة المدن، مما يؤدي إلى توفير التكاليف وتحسين نوعية الحياة للمواطنين 

"نعتقد أن وضع رقم مالي ملموس لمعالجة هذه المشكلة هو نصف الحل، ويمكن أن يصبح كل أصل من أصول المدينة اليوم مركزًا للبيانات لتقديم الحلول بشكل أفضل للسماح بتلطيف الهواء الطلق بشكل استراتيجي."

في بلد كثيف وحضري مثل الإمارات العربية المتحدة يقع جغرافيًا في واحدة من أكثر المناطق حرارة في العالم، تعد قضية درجات الحرارة العالية للأسطح في المدن نتيجة حتمية للتقدم البشري والتنمية. لكن ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك.

تعمل شركة "FortyGuard"، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة مقرها أبوظبي، على مكافحة تأثير الجزر الحرارية الحضرية (UHI)، وهي ظاهرة بيئية تحدث في المناطق الحضرية الكثيفة، حيث تؤدي كثرة الطرق والمباني وغيرها من الهياكل الاصطناعية إلى الحد من انبعاث الحرارة وتدفق الهواء، مما يؤدي إلى حبس الحرارة داخل الأسطح الحضرية والملوثات في الغلاف الجوي، مما يقلل من جودة حياة المواطنين.

تعمل شركة FortyGuard الناشئة - والتي يقع مقرها في Hub71 - في الوقت الحالي مع مدينة مصدر على مشروع مخطط لمدينة قيد التنفيذ في أبوظبي، جامعةً البيانات ومطورة حلولًا للاستخدام على نطاق واسع.

وتدور حلول شركة "FortyGuard" بشكل أساسي حول جمع البيانات الخاصة بدرجات الحرارة المرتفعة في المدينة، وصياغة الحلول بناءً على التحليلات والنماذج التنبؤية، ثم نشر الحلول المصممة لتلائم البيئة الحضرية المعنية، من خلال إضافة طلاءات بديلة لأسطح المدينة التي تم تطويرها عبر تكنولوجيا علوم المواد. حيث تضاف تلك الطلاءات إلى الأسطح (المصنوعة من الأسفلت أو الخرسانة) وقت الخلط، وبالتالي فإن السطح النهائي الجاف يتم إعادة تصميمه على المستوى الكيميائي

 لعكس الطاقة الشمسية، مما يقلل من درجة حرارة الأسطح والمحيط في المدينة.

وقد تحدثت منصة أبوظبي للأعمال مع جهاد صادق، المؤسس والمدير العام للشركة، وآلان وايلدز، الشريك المؤسس ومدير التكنولوجيا، لمعرفة المزيد عن شركتهم ورحلتهم في ريادة الأعمال حتى الآن.

هل يمكنك إخبارنا عن تجرباتك المهنية السابقة، ولماذا قررت الشروع في إنشاء شركة FortyGuard؟

جهاد: بصفتي رائد أعمال، يدور اهتمامي حول التأثير الذي يمكنني إحداثه على الناس، وتعزيز "شعورهم بالصحة"، والذي يمكن تحقيقه من خلال التكنولوجيا. فعلى الرغم من أنني لم أدرس الهندسة، فقد عملت في الجانب التجاري لقطاع الاستشارات حيث قمت بالإشراف على العديد من مشاريع البنية التحتية والهندسة على مدار الـ 12 عامًا الماضية. ولقد سمح لي هذا بالتفكير خارج نطاق الممارسات التقليدية أثناء العمل مع العديد من العقول الهندسية الملهمة.

 وباستخدام خبرتي البالغة 16 عامًا ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال الدولية، فقد استمتعت بالعمل في مجال الإعلام والإدارة والاستثمارات. لقد تمكنت من المزج بين رؤية واستراتيجية تعمل على إشراك سوق التكنولوجيا النظيفة وبناء فريق "للعمل بشكل عكسي" وابتكار خدمات متطورة مطلوبة للقضايا البيئية.

آلان: تكمن خلفيتي في هندسة المناظر الطبيعية والتصاميم الحضرية حيث عملت كمستشار بشكل دولي. وقد مكنتني شركة FortyGuard من دمج شغفي بالتصميم الخارجي مع عملية مستنيرة بالبيانات لديها القدرة على خدمة العديد من المدن المتأثرة بالحرارة في جميع أنحاء العالم.

وبعد أن أمضيت 15 عامًا في العمل بقطاع الاستشارات، كنت أعتقد دائمًا أن مجموعة المهارات المتاحة لي من هذا المجال ستكون مفيدة وقابلة للدمج مع فضاء التكنولوجيا. وقد أثارت رؤية FortyGuard لتحسين حياة الناس على نطاق واسع ومؤثر رغبتي في الانضمام إلى جهاد في هذه الرحلة. حيث نواصل مع فريقنا تطوير هذا الهدف المتمثل في تطوير بيئات لمدن صالحة للعيش وبطريقة تضمن تحسين جودة الحياة للعديد من الأشخاص الذين يعيشون في بيئة تعتمد بشكل متزايد على وسائل التحضر.

عندما قمت بإنشاء FortyGuard كشركة ناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة، لماذا قررت التركيز على خفض درجات الحرارة في المدن كهدف رئيسي لعملك بدلًا من القضايا البيئية الأخرى؟

آلان: يخاف البشر من الحرارة الخارجية دون فهم تأثيرها الهائل على صحتنا وأموالنا. فعلى الرغم من أن تلطيف أجواء المدن هو عمل غير عادي، إلا أن مشكلة الحرارة الحضرية ليست تحديًا جديدًا حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستدامة الحضرية بما في ذلك قضايا مثل الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

ومن خلال وضع رقم مالي ملموس لقياس حجم المشكلة، يمكن لمالكي الأصول والمشغلين البدء في رؤية الخسائر بملايين الدولارات التي يعانون منها بسبب الحرارة الموجودة خارج مبانيهم وعبر الطرقات وخلال المجال العام. حيث أصبح من الواضح للعديد من عملائنا أن نقص البيانات والنقص في فهم المشكلة منع أصحاب القرار من إتخاذ الخيارات التي يمكن أن تقلل من مخاطر الحرارة. فبدون هذه البيانات، كان من الصعب تنفيذ استراتيجية تبريد للمناخ الخارجي بدون عائد استثمار مُقاس.

ولسوء الحظ، غالبًا ما يتم التضحية براحة الإنسان لصالح الاعتبارات الهندسية سيما "هندسة القيمة". ولا تمتلك العديد من الشركات إمكانية الوصول إلى البيانات الخارجية كما لا يمكنها تحديد العلاقة السببية بين عدد الملايين من الدولارات التي تخسرها في النفقات الرأسمالية والتشغيلية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، أو تحديد أفضل حل خارجي للتبريد مع عائد مالي واضح.

وتشمل التكاليف المخفضة للمدن التي تعالج تأثير ظاهرة (UHI) توفير الطاقة، وخفض تكاليف معالجة المياه والأضرار الناجمة عن الفيضانات، وتقليل المخاطر الصحية والوفيات المرتبطة بالحرارة.

ما هي الحلول الملموسة التي ابتكرتها شركة FortyGuard للمساعدة في تبريد درجات الحرارة في المدن؟ وهل يمكنك مشاركة بعض الأمثلة على عملك حتى الآن؟

جهاد: لقد بدأنا بمجموعة ضخمة من الأبحاث حول علوم المواد ومتطلبات الطاقة ووسائل تحسين الطرق مع الالتزام بالمواصفات المطلوبة من قبل المنظمين والعملاء. وقد قمنا بتقييم عروض السوق في قطاع التكنولوجيا النظيفة لتحديد نقطة دخول توفر طريقة مؤثرة لجذب انتباه هذا السوق إلى مشكلة الجزر الحرارية الحضرية.

وبعـد تصميم بروتوكول استشعار قوي ووضع متطلبات مجموعات البيانات الخاصة بنا، تمكنا من تأمين شراكة مع عميل محلي مثالي. وقد مكّننا مشروعنا التجريبي مع مدينة مصدر من استكمال إطلاقنا لنظم الاستشعار واختبار عملية جمع البيانات في بيئة حضرية مستقرة، مع نطاق معين لدرجات الحرارة.

وبمساعدة "فريق الاستدامة" التابع لمدينة مصدر، تمكنا من تحقيق الإنجازات التالية؛

● جمع أكثر من 3 ملايين نقطة بيانات في مدينة مصدر خلال 3 أشهر

 مع الحرية التي يقدمها عدم وجود ازدحام وانبعاثات، والتي قدمت أول خريطة حرارة للمناخ المحلي في العالم.

● قامت FortyGuard بالتحقق من أن استراتيجيات التبريد الحالية في مدينة مصدر تحقق انخفاضًا بنسبة 10 درجات مئوية مقارنة بالمواقع التي تبعد عنها بمسافة كيلومتر واحد.

● قدمت مدينة مصدر منصة اختبارية لريادة تقنية جديدة لاستراتيجية الحياد المناخي 2050، وتحديد ملاءمة المنتج للسوق وتمكين شركة FortyGuard من الانطلاق دوليًا.

● تقديم عدد من الMVPs (منتجات الحد الأدنى القابل للتطبيق) في مجال علوم المواد التي ولدت حلول ذو ملكية فكرية (IP) من شأنها تقليل درجات حرارة أسطح الطرق والممرات بمقدار 11 درجة مئوية ودرجة الحرارة المحيطة بمقدار 3 درجات مئوية.

نعتقد أن وضع رقم مالي ملموس لمعالجة هذه المشكلة هو نصف الحل، ويمكن أن يصبح كل أصل من أصول المدينة اليوم مركزًا للبيانات لتقديم الحلول بشكل أفضل للسماح بتلطيف الهواء الطلق بشكل استراتيجي.

لا يزال قطاع الخدمات البيئية حديثاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه يشهد نمواً. ما رأيك في هذا القطاع على المستوى المحلي؟

جهاد: كبلد ناهض حديثًا، اضطرت الإمارات العربية المتحدة أن تلحق  وتتكيف وتواكب بلدان العالم في العديد من القطاعات، ورغم هذا فهي لا تزال قادرة على التقدم وتحقيق المراتب الأولى من الانجازات خاصة عندما يتعلق الأمر بالصناعات الشائعة والتجهيزات المستقبلية. ويمكننا أن نرى هذا يحدث من حولنا في أبوظبي ودبي حيث يتم إنشاء الخدمات التقنية لفائدة هذا البلد وسكانه.

 ولا تزال التكنولوجيا النظيفة في هذه المنطقة ناشئة ولكنها تتقدم بسرعة إلى الحد الذي يمكننا فيه أن نتوقع أن تصبح الإمارات العربية المتحدة رائدة في قطاع التكنولوجيا البيئية. فمن خلال عمليات الإنشاء والاختبار الصارمة في أقسى بيئة صيفية ممكنة، فإن ذلك يضع المنطقة في موقع لتصدير التكنولوجيا. حيث نفخر بالقول أينما سافرنا بأن تقنية شركة FortyGuard مبنية في الإمارات العربية المتحدة ولدينا القدرة على تصديرها إلى دول أخرى رائدة في جميع أنحاء العالم وفق نماذج تنافسية مع القدرة على التكيف مع السوق.

بصفتك رجل أعمال، ما هي التحديات التي واجهتك عند إطلاق شركة "تكنولوجيا نظيفة" Clean.tech ناشئة، وما هي الكيانات التي دعمتك؟

آلان: عندما ننظر إلى الفترة التي أنشأنا فيها FortyGuard، فقد بدأ كل شيء حيث كان العالم يعاني من جائحة كورونا، مما أتاح لنا وقتًا إضافيًا في منازلنا ومكننا من بدء طريقة للعمل عن بعد ولكن بشكل تعاوني ولساعات طويلة غالبًا. ولقد ضاعفنا تركيزنا على البحوث من رواد القطاع البيئي ووضعنا في أذهاننا التركيز على التخفيف من الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة وحالات الطوارئ المناخية. ومنذ البداية، كنا على يقين من أن هذا سيتطلب توليفة صعبة من التكنولوجيا وعلوم المواد واستخدام تخطيط متعدد الطبقات لتخفيف الحرارة.

وبطبيعة الحال، وجدنا صعوبة في قياس أداء FortyGuard مقابل "المنافسين" الآخرين في السوق، ولكن هذه المشكلة كان مرحبًا بها. فقد كان التحدي يتمثل في وضع أنفسنا بطريقة تمكن العملاء من رؤية حل يعتمد على البيانات لمشكلة حرارة واقعية موجودة في أكثر من 400 مدينة في جميع أنحاء العالم.

ولقد استفدنا من مجموعة من داعمي الشركات الناشئة في المنطقة، حيث تمكنا من إنشاء ترخيصنا في سوق أبوظبي العالمي (ADGM) والذين كانوا مرنين معنا في الخدمة وسهلوا إنشاء تأشيرات العمل والحسابات المصرفية والعمل في سوق حيوي ومتحرك.

وبالمثل، فقد استفدنا من برنامج الحوافز السخي الذي تقدمه منصة Hub 71 في أبوظبي حيث نتعامل مع بيئة أعمال ناشئة قوية أتاحت لنا الوصول إلى العملاء الذين يرون القيمة في التكنولوجيا الناشئة.

وقد قبل صندوق محمد بن راشد للابتكار شركة FortyGuard ضمن مجموعته في أغسطس 2021 واستفدنا من الفرص المتاحة خلال المناسبات الدولية الكبرى مثل جايتكس ومعرض دبي للطيران حيث تمكنا من عرض تقنياتنا للجمهور الدولي.

كما كنا نعرف أن مدينة مصدر رائدة في مجال العمل المناخي من خلال ريادتها لمبادرات تقنية جديدة، وقد كانوا داعمين لنا منذ أن قدمنا مبادرتنا إلى فريق الإدارة. حيث كان فريق إدارتهم داعمًا لمهمتنا المتمثلة في تبريد المدن من خلال فهم البيانات للتحكم في درجات الحرارة للمناخ الخارجي.

ما هي أهداف شركتكم الأساسية للسنوات الثلاث القادمة؟

آلان: إن شركة FortyGuard متحمسة للغاية بشأن العام المقبل، ونتوقع أن يشهد عام 2022 تحولًا ضخمًا في نقل تقنيتنا إلى المرحلة التالية من التطوير. ونحن نبني شراكات مؤسسية قابلة للتطوير مع مزودي التكنولوجيا الرائدين لتمكين المزيد من القدرات الآلية كجزء من معالجة البيانات الحضرية لدينا.

ونتوقع أننا سنكون قادرين على التفرع إلى استشعار المستهلك واستشعار وسائط الحركة البسيطة (الدراجات والمحركات والدراجات البخارية) حتى نتمكن من دمج تقنيتنا مع رواد السوق الآخرين وشركات صناعة السيارات على المستوى الدولي. حيث يوفر موقعنا في قطاع التكنولوجيا النظيفة وبياناتنا القيمة فرصة كبيرة للاستفادة من هذه البيانات لتحسين استخلاص الكربون وبيع الأفكار الهامة المستخلصة من بيانتنا من مواقع عملنا الدولية.

وفي نهاية المطاف، تخطط FortyGuard لضمان أن يتم اعتماد تقنيات التبريد الخاصة بنا رسميًا من قبل القيادات الدولية والذي سيسمح بتكامل أوسع وتوفير الراحة الحرارية لمجموعة أكبر من السكان.

 

قم بإنشاء حسابك الآن

قم بإنشاء حسابك الآن اشترك الآن للبقاء على اتصال بالنظام البيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والوصول إلى المحتوى الحصري وأخبار السوق واكتشاف المبادرات وذلك لإطلاق العنان للآفاق والفرص.

قد يعجبك ايضا